تعرف على جانبٍ جديد من المنتج الاستراتيجي الأهم في تاريخ البشرية
يُعد الطحين من المنتجات الغذائية الاستراتيجية الأهم في تاريخ البشرية حيث إن الحديث عن الطحين عادةً يرتبط بالقمح الذي ينظر إليه المتخصصون في العلوم الإنسانية كونه أحد أقدم المواد الغذائية التي اكتشفها الإنسان. وعليه، يظن العلماء أن عملية طحن القمح أيّ تحويله إلى طحين هي إحدى العمليات الصناعية الأقدم في تاريخ الإنسانية. وبالنظر إلى التطورات الديناميكية في إمكانيات البشر على تطوير عملية تحويل القمح إلى طحين، نرى أن أول آلة لسحق القمح اخترعها البشر قبل مئتي عام قبل الميلاد. بالرغم من اختلاف تقنية تحويل القمح إلى طحين آنذاك عن الطبيعة الصناعية في العصور الحديثة، إلا أن فكرة الطاحونة أو الرحى كانت تُعد أول طريقة منهجية لتحويل القمح إلى طحين، ومن ثمَّ، أخذ الإنسان يطور ويُجَدِد من عملية الطحن حتى وصلنا إلى النموذج الصناعي المُتكامل الذي نُقدمه الآن.
طريقة تصنيع الطحين
- استلام الحبوب واختبارها وتخزينها
تبدأ رحلة القمح في المصنع منذ اللحظة التي يستلم فيها القائمون على المطحنة أو مصنع الطحين شحنة القمح حيث يبدأ المتخصصون في قياس الجودة بإتمام مجموعة من الاختبارات للتأكد من جودة القمح ونسبة البروتين المتوفرة به مبدئيًا قبل البدء في أي عمليات أخرى. تتضمن هذه الاختبارات قياس الرطوبة والوزن ونسبة الشوائب علاوة على نشاط الإنزيمات الموجودة في البذرة نفسها.
في أغلب الأحيان، يتفق المصنع مع المورد على الجودة في بنود العقد قبل الاستلام بفترة طويلة. بالرغم من ذلك، يضمن المصنع جودة الطحين لعملائه الآخرين لهذا وجب التأكد من جودة القمح قبل تمريره إلى عمليات أكثر تعقيدًا لاحقًا.
- تخزين القمح وتجهيزه
يُخزن القمح عادة في صوامع كبيرة تتوافق مع مقاييس الجودة العالمية ثُم يُسحب منه أي شوائب معدنية أو حجارة من خلال مغناطيس قوي من أجل التأكد من سحب كل الأجسام الغريبة الكبيرة من القمح، كما ترفع التيارات الهوائية الموجهة القشر والغبار وغيرها من المواد غير المرغوب فيها الأقل وزنًا قبل البدء في عملية الطحن.
تستخدم المطاحن آلات خاصة من أجل فصل حبوب القمح حسب شكلها ووزنها علاوة على فصل الشعير والشوفان وغيرها من البذور المصاحبة للقمح من أجل تحضير تلك المحاصيل للعمليات التي ستحولها لاحقًا لمنتجات غذائية، وأهمها القمح حيث تتم إزالة أجزاء من القش والبذور والمواد الأخرى غير المرغوب فيها. ثم يتم استخدام الشفاطة لتنقية القمح من المواد الأخف وزنًا. يتم استخدام فواصل القرص للتخلص من المواد الكبيرة التي لا يمكن أن يتم التخلص منها بواسطة الشفط. وأخيرًا، يتم فصل شعر النواة باستخدام أداة الفرك.
- عمليات الطحن الأساسية
بعد ذلك، تبدأ مرحلة الطحن فتُكسر الجزيئات الخشنة إلى جزيئات أقل خشونة، ثم يتم تمرير الجزيئات الأقل خشونة من القمح والنخالة إلى غربالات منفصلة والتي تهزها لفصل الجزيئات الكبيرة عن الجزيئات الصغيرة حيث يتم تمرير الأخيرة إلى القاع وتصبح الدقيق النهائي وتُمرَر النخالة والقمح إلى الغرابيل لضمان جودتها وتصنيف الجزيئات وفقًا لأنواعها وإمكاناتها.
يُعد مقياس هاجبرج من أهم الطرق لقياس جودة الحبوب المطحونة بعد عملية الطحن الأساسية. بعد مزج الحبوب المطحونة بالماء الساخن، يهبط مكبس خلال المزيج الساخن ويقيس المهندسون الوقت الذي يحتاجه المكبس للهبوط على الحبوب المطحونة من أجل قياس نشاط إنزيم ألفا الأميليز الذي يُشير إلى مدى تماسك الطحين.
- التطهير والتنظيف
تُنقل الجسيمات المنخلّة إلى أجهزة تنقية الهواء. يمكن تعريف جهاز التنقية بأنه تدفق هواء يُمكن التحكم في شدته كي يحمل جزيئات النخالة ويصنفها حسب الحجم والجودة. أخيرًا، يتم نقل المادة النقية إلى عملية أخرى من لَفَات التكسير والغربلة النهائية بالإضافة إلى مناخل أكثر دقة لاختزال حجم الطحين حتى يُفصل ما يقرب من 72٪ من الدقيق عن القمح.
عناصر عملية الطحن الرئيسية
من المهم أن تُدعم قياسات السلامة والأمان فيما يتعلق بالتخزين والعمليات الرئيسية بمنهجية قياس ومراقبة كاملة لدرجة الحرارة والرطوبة وتوفير منظومة متكاملة للتهوية علاوة على نظام مضاد للحشرات يضمن الحماية المطلقة للقمح والمواد الأخرى لأن عملية الطحن عملية معقدة تحتاج إلى ترسانة من أدوات المعمل للمراقبة والتحليل من أجل توفير أفضل جودة متاحة. قد يكون التحكم في المتغيرات المختلفة ومجموعات البيانات وخصائص المكونات والإضافات أمرًا مستحيلًا بدون الأدوات الذكية والتشغيل السلس لهذا من المهم الإعتماد على عقلية مختلفة في إدارة العمليات توفر للسوق الجودة الأفضل.